محمد الرخا - دبي - الجمعة 8 سبتمبر 2023 08:01 صباحاً - أقر مجلس الوزراء اللبناني اعتماد منصة "بلومبرغ" الدولية، للتداول بالعملات والأسواق المالية، بدلًا من منصة صيرفة.

واعتبرت أوساط اقتصادية، أن إنشاء المنصة الجديدة يأتي بفعل ضغوط خارجية لاسيما أمريكية، للحد من "اقتصاد الكاش".

وشددت على ضرورة أن تخضع المنصة الدولية للقوانين المالية اللبنانية، لأن خلاف ذلك سيشكل مسًّا بالسيادة، مشيرة إلى أن التداول على منصة بلومبرغ سيقيد حركة الاستيراد، كما سيحرر سعر الصرف.

ومن جهتها، أفادت أوساط من مصرف لبنان أن "بلومبرغ" ستؤمن العرض والطلب على الدولار في السوق بكل وضوح، دون أن تكون هناك عمليات جانبية، وستشكل غطاء شرعيًّا للأموال التي تدخل إليها، ما يريح المصرف من الضغوط المتعلقة بـ"اقتصاد الكاش"، وتحديد مصدرها وتتبعه.

لكن ما هو "اقتصاد الكاش" أو الاقتصاد النقدي؟ وكيف نشأ؟ وما نتائجه؟

يعتبر الاقتصاد النقدي خروجًا عن التعامل المصرفي، حيث تتم فيه المعاملات المالية نقدًا دون وساطة المصارف.

وعن أسباب تحول لبنان إلى هذا الاقتصاد، أوضح مدير المعهد اللبناني لدراسات السوق باتريك مارديني أن من أبرز هذه الأسباب هي عدم ثقة اللبنانيين بالقطاع المصرفي وبالمصارف التي بددت أموال المودعين، ويفضلون بالتالي الاحتفاظ بما لديهم من أموال في جيوبهم.

وقال مارديني لـ"الخليج 365"، إن مخاطر الاقتصاد النقدي تكمن في تسهيل عمليات التهرب الضريبي، من خلال عدم التصريح عن الأموال المحصّلة، ما يؤدي بالتالي إلى الإضرار بإيرادات الخزينة.

وأضاف أن هذا الاقتصاد يسهّل عمليات تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، لأن الأموال غير النظيفة وغير المشروعة يمكن صرفها في إطار اقتصاد الكاش، دون مساءلة عن مصدرها.

ولفت مارديني إلى أن الحديث عن وضع لبنان على اللائحة الرمادية كان بسبب عمليات تبييض الأموال التي يتيحها الاقتصاد النقدي.

وبين أن الاتكال على هذا النظام يؤثر على المصارف اللبنانية وإعادة هيكلتها ويعيق حركة النمو والاستثمار والحركة الاقتصادية.