محمد الرخا - دبي - الخميس 28 مارس 2024 02:27 مساءً - في محاولة لمعالجة القلق والتوتر المتزايد بين الموظفين نتيجة انتشار التكنولوجيا في أماكن العمل، بحث فريق من جامعة نوتنغهام البريطانية في مجال الوعي الرقمي، إمكانية التخفيف من الآثار الضارة للإجهاد التكنولوجي.
وبحسب تقرير نشره موقع "ميدكال إكسبرس" البريطاني، فحص الباحثون في مراجعة شاملة بدأت عام 2022، ما يقرب من 200 دراسة امتدت على مدى عقد من الزمن، وكشفوا عن عدد كبير من الأدلة التي تسلط الضوء على الآثار الصحية الضارة للإجهاد التكنولوجي وظواهر "الجانب المظلم من مكان العمل الرقمي" المرتبطة به، كما بحثوا العلاقة بين اليقظة الذهنية والثقة الرقمية والتخفيف من هذه التداعيات السلبية.
كما كشفت النتائج عن وجود صلة بين اليقظة الذهنية والثقة الرقمية وحماية صحة العاملين، فاليقظة الذهنية، التي تتميز بالوعي لتجارب الفرد الحالية، ظهرت كأداة فعالة في توجيه الأفراد بعيدًا عن العادات وردود الفعل السلبية المرتبطة باستخدام التكنولوجيا.
وقال الموقع إنه من خلال تعزيز القدرة على مراقبة الأفكار والعواطف مع ترسيخ الذات في اللحظة الحالية، فإن اليقظة الذهنية تزود الأفراد بالمرونة اللازمة للاستجابة للضغوطات الرقمية بطريقة مركبة وفعالة.
ورغم أن الدراسة لم تتعمق في تقنيات محددة لليقظة الذهنية، فإن المشاركين سلطوا الضوء على إستراتيجيات بسيطة، ولكنها مؤثرة مثل تمارين التنفس العميق والاستراحات المتقطعة للتكنولوجيا كآليات تكيف فعالة.
الدرع الأكثر فاعلية ضد الإجهاد التكنولوجي
وسلطت الدراسة الضوء على الدور المحوري للثقة الرقمية في تخفيف القلق المرتبط باستخدام التكنولوجيا، فقد أظهر المشاركون الذين يتمتعون بمستويات أعلى من الثقة الرقمية انخفاضًا في التعرض للضغط التكنولوجي، والذي يُعزى غالبًا إلى إستراتيجيات مثل تجنب تعدد المهام ووضع حدود واضحة حول استخدام التكنولوجيا.
"الدراسة افترضت أن اليقظة الذهنية هي درع أكثر فاعلية ضد الإجهاد التكنولوجي مقارنة بالثقة الرقمية، ومن خلال تغيير تصورات الموظفين حول الضغوطات الرقمية، يعزز الوعي التام التقييم الإيجابي لضغوط عبء العمل ويمكّن الأفراد من إحداث تغييرات ذات معنى في عاداتهم الرقمية"، وفق "ميدكال إكسبرس".
ودعت الدراسة إلى مبادرات تنظيمية تهدف إلى رعاية كل من المهارات الرقمية وممارسات اليقظة الذهنية بين الموظفين لتعزيز بيئة عمل مواتية وسط التحول الرقمي المستمر، ووصفت إستراتيجيات مثل تنفيذ حدود واضحة، وتبني ممارسات مدروسة قصيرة، وتشجيع التفكير في عادات العمل الرقمي، على أنها خطوات محورية في تنمية علاقة أكثر صحة مع التكنولوجيا.
