الارشيف / عرب وعالم

اللاجئون الأوكرانيون في فرنسا بين حلم العودة وصعوبة الاندماج

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الاثنين 8 أبريل 2024 08:22 مساءً - تعيش عائلات أوكرانية لاجئة في فرنسا صدمة الحرب الروسية، بعد أكثر من عامين من الصراع.

وبينما اختار بعض اللاجئين الذين استقروا في فرنسا العودة إلى بلادهم، يسعى آخرون إلى إعادة بناء حياتهم من جديد على الأراضي الفرنسية، بحسب محطة "فرانس.إنفو" التلفزيونية الفرنسية.

وننقل المحطة عن أوليسيا تيليسينكو، وهي أوكرانية فرت من بلادها بسبب الحرب، تفاصيل آخر ليلة في نورماندي، تلك المدينة التي آوتها في بداية الحرب.

صعوبة الاندماج وفقدان الهوية

وفي منزل استأجرته أوليسيا، عاشت هي وأطفالها في مأمن من الحرب، لكنها أرادت العودة إلى أوكرانيا، على الرغم من أنها تريد أن تعيش مع زوجها أوليغ وعائلتها في مأمن من الحرب.

وتقول إنها تخشى أن يفقد أطفالها لغتهم الأوكرانية، وربما أيضًا هويتهم الأوكرانية، كما تعاني من صعوبة الاندماج مع المجتمع الفرنسي.

عائلات أوكرانية لاجئة في دول أوروبيةرويترز

ويستغرق السفر خمسة أيام، أي نحو ألفي كيلومتر قبل الوصول إلى الحدود، ولكن أوليسيا قلقة من رحلة العودة مع تزايد الهجمات في جميع أنحاء البلاد، فيما تخشى أيضاً، أن تجد مدينتها ولا تجد منزلها الذي يمكن أن يكون قد دمره القصف، وورشة والدتها التي تعمل بها 17 امرأة في ورشة تطريز أوكرانية.

أخبار ذات صلة

فرنسا تنتقد تعامل بريطانيا مع لاجئين أوكرانيين في كاليه

مشقة الوصول إلى فرنسا

وعلى صعيد آخر، فهناك من قرر البقاء في فرنسا، وهي حالة يوليا التي جاءت من ماريوبول جنوب البلاد، وبعد فرارها مع عائلتها، يحاولون إعادة بناء كل شيء من جديد في فرنسا.

وفي اليوم الأول لاندلاع الحرب في أوكرانيا، 24 فبراير/شباط 2022، كانت ماريوبول أحد الأهداف الأولى للروس، لكون موقع المدينة استراتيجي.

و"ماريوبول" مدينة ميناء صناعية كبيرة على بحر آزوف في جنوب أوكرانيا، ومركز معدني مهم، وبعضها من بين أكبر المراكز في أوكرانيا.

ومنذ الأسابيع الأولى للمعركة، كانت الظروف المعيشية مأساوية لمئات الآلاف من سكان ماريوبول المحاصرين، الذين عانوا من البرد ويفتقرون إلى الغذاء والماء والدواء والنظافة.

ويعيش نحو 350 ألف شخص متحصنين في الملاجئ وتحت الأرض، وقد دمرت العديد من المباني.

وكان يوم 24 فبراير/شباط 2022 بمثابة صدمة، إذ استيقظ الأوكران على التفجيرات وأصوات القذائف والمدافع.

وروت إحدى اللاجئات الأوكرانيات وتدعى، أولينا تفاصيل اليوم قائلة للمحطة الفرنسية: "كان الأمر مخيفًا ولا يطاق. لم نكن نعرف ما إذا كان علينا مغادرة المنزل. كان الخروج مخيفًا. لم نكن نعرف ماذا نفعل أو إلى أين نهرب".

تضاعف أعداد المهاجرين القادمين من أوكرانيا إلى فرنسا، بمعدل 30 مرة، خلال عامي 2021 و2022.

المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي

وفي 20 مايو/أيار 2022، استسلم آخر جنود الجيش الأوكراني، المتحصنين في مصنع أزوفستال للصلب، مما منح القوات الروسية السيطرة الكاملة على المدينة.

وتمكن بعض السكان من الفرار منذ بداية الحرب متجهين نحو غرب البلاد، وهذا هو حال أولينا وزوجها أليكس وعائلاتهم الذين تمكنوا من الوصول إلى لفيف، فيما استغل آخرون، منذ منتصف مارس/آذار، عملية الإجلاء الإنساني التي نظمتها السلطات الأوكرانية.

وتمكنت يوليا وساشا وابنهما ديما من مغادرة المدينة، وبعد عدة توقفات في أوكرانيا، ثم في بولندا، تمكنوا من الوصول إلى باريس بالحافلة، ثم أميان، حيث تم جمعهم مع مواطنين أوكرانيين آخرين من خلال جمعيات في فرنسا.

ولدى وصولهم إلى فرنسا، استفاد اللاجئون الأوكرانيون من الحماية المؤقتة في فرنسا، مصحوبة بتصريح إقامة مؤقت، وتصريح عمل، لكن واجهوا صعوبات من أبرزها اللغة، وصعوبة الإندماج.

أخبار ذات صلة

"لوموند": مخاوف في أوكرانيا من إدمان جنود الجيش على مواقع المقامرة

وقدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لأول مرة إحصاء رسميا للخسائر العسكرية والمدنية الأوكرانية، وقال إن 31 ألفا من جنوده قتلوا في الحرب مع روسيا.

وأوضح أن العديد من الأوكرانيين تمكنوا من الفرار من القتال، كما أن هناك ما بين 95 ألف إلى 105 ألف أوكراني مرحب بهم في فرنسا، لكن البعض عادوا منذ ذلك الحين إلى أوكرانيا أو انضموا إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.

وأظهر تقرير نشره المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي، أن أعداد المهاجرين القادمين من أوكرانيا إلى فرنسا، تضاعف بمعدل 30 مرة، خلال عامي 2021 و2022.

وأوضح التقرير أن إجمالي الأوكرانيين الذين وصلوا إلى الأراضي الفرنسية في عام 2023، بلغ 431 ألفًا، ما يشكل زيادة مقارنة بعام 2021.

وكان زعيم اليمين المتطرف في فرنسا، جوردان بارديلا رئيس حزب التجمع الوطني، قد أعلن في مؤتمر انتخابي لانتخابات البرلمان الأوروبي، أن تكلفة عدد المهاجرين في فرنسا تقدر بنحو 4 مليار يورو.

كما دعا بارديلا فرنسا إلى بذل جهود لمكافحة وصول المهاجرين، فيما نفت السلطات الفرنسية ذلك الرقم معتبرة أن تكلفة المهاجرين أقل بكثير من ذلك التقدير.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا