عرب وعالم

الأميرال باور في المغرب.. زيارة تؤكد حرص الناتو على تعزيز الشراكة

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 1 مايو 2024 10:10 صباحاً - قال محللون إن زيارة رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، الأميرال روب باور، إلى المغرب تعكس حرص الحلف على تعزيز الشراكة مع المملكة لعدة اعتبارات، يأتي ضمنها الموقع الجيوسياسي الذي تحظى به، وقدراتها الكبيرة في مواجهة التحديات الأمنية، لا سيما مكافحة الإرهاب.

وأجرى الأميرال باور، يوم أمس الاثنين، في العاصمة المغربية الرباط، مباحثات مع الوزير المغربي المكلف بإدارة الدفاع عبداللطيف لوديي، لتعزيز التعاون في المنطقة المتوسطية.

وأفاد بيان صادر عن إدارة الدفاع الوطني بأن "الزيارة (تمتد من 28 إلى 30 أبريل/ نيسان الجاري) تندرج في إطار جهود الناتو لتعزيز شراكته مع أعضاء الحوار المتوسطي، في أفق تقييم للوضع الأمني الإقليمي، وتوطيد فرص التعاون مع الحلف".

وتناولت المباحثات "مختلف أوجه التعاون بين حلف الناتو والمغرب في مجالات التكوين وتعزيز القدرات والعلاقات؛ بغية ضمان الأمن في المنطقة المتوسطية".

ورقة رابحة

وقال الدكتور عبدالفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن زيارة الأميرال باور إلى المغرب تندرج في سياق التنسيق المتعدد الأطراف للمملكة مع مختلف شركائها؛ باعتبار نفوذها الأمني والعسكري في حماية الأمن والسلم بالمنطقة المتوسطية.

وأضاف، في تصريح لـ"الخليج 365"، أن الزيارة "شكّلت مناسبة للاطلاع على الإصلاحات التي يُشرف على تنفيذها الملك محمد السادس، بالقدر الذي يجعل من المملكة فاعلا مهما لتحقيق الاستقرار والسلام بالنسبة لجوارها الأورو- متوسطي والأفريقي".

وبيّن الفاتحي أنه "لعل مسألة دوام تقييم الحالة الأمنية والعسكرية في المنطقة المتوسطية تفرض نفسها غداة تأكيدات بتهديدات أمنية للممرات البحرية وفي منطقة الساحل والصحراء؛ إذ لا تنفك جهات عن القيام باختراقات عسكرية في المنطقة بما يؤدي إلى اختلالات أمنية".

قد يترتب على الزيارة تنسيق آفاق للتعاون العسكري والاستخباراتي، أو اتفاق للمشاركة في المناورات العسكرية المتعددة الأطراف لتعزيز الفاعلية والجاهزية العسكرية

الدكتور عبدالفتاح الفاتحي

ورأى أن الزيارة "قد يترتب عليها تنسيق آفاق للتعاون العسكري والاستخباراتي، أو اتفاق للمشاركة في المناورات العسكرية المتعددة الأطراف لتعزيز الفاعلية والجاهزية العسكرية".

وشدد الفاتحي على أن المملكة "تواصل تراكم تطوير قدراتها العسكرية بمهارة وحرفية"، مستدركاً: "لعل تجربتها في تمرين مناورة الأسد الأفريقي لسنوات تزيد ثقة شركائها بجاهزيتها وفاعليتها؛ لذلك يستمر حلف شمال الأطلسي (الناتو) في المراهنة على تعزيز تنسيقه معها في المجال الأمني الإقليمي بصفتها حليفا رئيسا من خارج الحلف".

أخبار ذات صلة

المغرب وفرنسا يعززان التعاون في مجال الطاقة النظيفة

وانطلقت أولى دورات مناورات "الأسد الأفريقي" بين الولايات المتحدة والمغرب عام 2004، واستمر تنظيمها خلال السنوات التالية، وتعد من أكبر العمليات متعددة الجنسيات ومتعددة المجالات وأكثرها تنوعا، وتُجرى المناورات بمشاركة دول أوروبية وأفريقية.

وأبرز الفاتحي أن "المملكة تعد اليوم شريكا مهما في القضايا الأمنية والجيوستراتيجية؛ بدليل تجريب فاعليتها من خلال شراكات سابقة"، لافتاً إلى أن "المغرب يعد حليفا أساسيا للولايات المتحدة من خارج الناتو".

صراع القوى

من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون، عبدالرحمن مكاوي، إن زيارة الأميرال باور تأتي في إطار تقييم "الناتو" للأمن والاستقرار في شمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط؛ وذلك على ضوء متغيرات جيواستراتيجية يشهدها العالم.

وأضاف، في تصريح لـ"الخليج 365"، أن "الناتو" يرى في المغرب دولة متميزة عن باقي الشركاء في شمال أفريقيا؛ إذ تعد المملكة حليفاً إستراتيجيا للولايات المتحدة الأمريكية، كما لها علاقات عسكرية واستخباراتية متميزة مع دول "الناتو".

وقال مكاوي: بما أن المغرب يحظى بهذه المكانة المتقدمة، فالولايات المتحدة باعتبارها المحرك الأساسي للحلف، تريد الحفاظ على مصالحها في المغرب من جهة، ومن جهة ثانية ضمان الأمن في المنطقة المتوسطية، من خلال مجالات التكوين وتعزيز القدرات.

الحلف يريد تعزيز تعاونه مع المملكة؛ بغية ضمان الأمن في المنطقة المتوسطية

عبدالرحمن مكاوي

ورأى أن "الناتو" يدرك جيداً أن المنطقة مهددة من طرف ميليشيات إرهابية، مبرزاً أن الحلف يريد تعزيز تعاونه مع المملكة؛ بغية ضمان الأمن في المنطقة المتوسطية.

وأشار مكاوي إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية العضو البارز في "الناتو" تتوفر على قوات مهمة في البحر الأبيض المتوسط كـ"الأسطول الرابع"، الذي يتوفر على غواصات وفرقاطات وحاملات الطائرات، مبينًا أن "الناتو" يسعى إلى إعادة تشكيل المنطقة وتموضع القوات، في ظل صراع أمريكي صيني روسي على القارة الأفريقية.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا