عرب وعالم

مرتبطون بخامنئي.. الكشف عن فساد مسؤولين كبار في قطاع النفط الإيراني

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 1 مايو 2024 05:09 مساءً - نشر موقع إيراني معارض وثائق قال إنها "تكشف فساد كبار مسؤولي قطاع النفط في إيران"، لافتًا إلى تورط مسؤولين ورجال أعمال على علاقة مباشرة بالمرشد الأعلى علي خامنئي وقوات الحرس الثوري.

وقال التقرير المنشور على موقع "إيران واير" إنّ وثائق غير متداولة تكشف عن موقف القضاء الإيراني من ملفات فساد كبار المسؤولين في قطاع النفط والبتروكيماويات، وتثبت هذه الوثائق كيف يُجري القضاء محاكمات صورية تخدع الرأي العام وتطلق سراح المتورطين بالفساد في الملف الاقتصادي".

فساد قضائي

وأوضح التقرير أن "القضاء الإيراني لم يحسم عددًا من أبرز القضايا التي تتعلق بعمليات الفساد في قطاع النفط"، حيث استشهد التقرير بقضية رجل الأعمال الإيراني الشهير "بابك زنجاني" المتورط في عمليات فساد كبرى في قطاع النفط، وهو رجل الأعمال الذي قرّر المرشد الإيراني، علي خامنئي مؤخرًا إلغاء حُكم الإعدام الصادر بحقه.

وكانت محكمة إيرانية قضت بالإعدام ضد رجل الأعمال بابك زنجاني، في مارس عام 2016، بتهمة اختلاس أموال من وزارة النفط في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، والتي بلغت نحو 2.7 مليار دولار أمريكي.

وأكد تقرير موقع "إيران واير" أن الاقتصاد الإيراني المعروف بـ "الاقتصاد النفطي"، نظرًا لاعتماده على النفط بشكل رئيس، يشهد عمليات فساد غير مسبوقة في قطاع النفط، لافتًا إلى أن تعاظم الفساد في هذا القطاع الأهم يعود لغياب المحاكمات العادلة وعدم التعامل بجدية مع قضايا المفسدين في قطاع النفط بشكل يفوق أي قضايا أخرى تتعلق بالاقتصاد.

وبحسب الوثائق التي نشرها الموقع الإيراني المعارض، فإن أحد المسؤولين في قطاع النفط يُدعى "علي طاهري مطلق" كان من المفترض أن يواجه لائحة اتهام قضائية تتعلق بـ "كسب أموال بشكل غير مشروع" و"غسل الأموال" و"استغلال المنصب لتحقيق مكاسب تتعارض مع المصالح العامة"، بينما أطلقت السلطات القضائية سراحه.

وبيّن التقرير أن "طاهري مطلق" كان أحد الأطراف المتورطة في قضية فساد شهيرة تتعلق بـ "اختفاء وسرقة منصة نفطية تُقدر بملايين الدولارات"، وهي القضية التي وقعت خلال عهد الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد ووزير النفط في حكومته "بيجن زنغنه".

وأظهرت الوثائق كذلك تورط شخصيات رفعية في قضية فساد ضخمة تتعلق بنشاط شركة البتروكيماويات الإيرانية، في حين لم يتم سجن أي من المسؤولين الذين بلغ عددهم 129 شخصًا في القضية، وتمت تبرئة أغلب المتورطين بكفالة مالية.

مقربون من خامنئي

وأشار التقرير إلى أن من بين أبرز المتورّطين في قضية شركة البتروكيماويات رجال أعمال من عائلة "خاموشي" وهي عائلة مقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، وتمتلك علاقة مصاهرة مع خامنئي وتحديدًا مع نجله "ميثم خامنئي" المتزوج من إحدى بنات هذه العائلة.

وكشف التقرير نقلًا عن الوثائق أن رئيس السلطة القضائية غلام حسين أجي تدخل بشكل شخصي لعدم ملاحقة أعضاء عائلة "خاموشي" في القضية المذكورة وعدم تشكيل قضية بحقهم، وذلك نظرًا لارتباط أفراد هذه الأسرة بمشروعات وعلاقات مع كبار مسؤولي النظام.

وأشارت الوثائق إلى أن عمليات الفساد في شركة البتروكيماويات الإيرانية تُقدر بمبالغ ضخمة تصل إلى نحو 6 مليارات ونصف المليار يورو، لافتة إلى أن مؤسسات تابعة لقوات الحرس الثوري وردت في التحقيقات من ضمن المتورطين في القضية، ومن بينها "معسكر خاتم الأنبياء".

ويُمثل "معسكر خاتم الأنبياء" أحد أذرع الحرس الثوري الإيراني الاقتصادية المهمة، حيث يشارك في العديد من المشروعات الضخمة في قطاعات النفط والعقارات وغيرها، وحتى أن شركات هذه المجموعة تشارك في مشروعات للحرس الثوري خارج إيران وأهمها في سوريا، وفق التقرير.

وتحدثت تقارير إخبارية إيرانية في وقت سابق عن أن قطاع النفط والبتروكيماويات يشهد منذ توالي العقوبات الاقتصادية على طهران عمليات اختلاس وفساد غير مسبوقة، كتغيير أسعار المواد وتبديل تواريخ بيع المنتجات في وثائق وسجلات الحسابات.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا