عرب وعالم

ارتفاع التشويش الروسي على نظام تحديد المواقع العالمي فوق بحر البلطيق

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 1 مايو 2024 06:03 مساءً - تصاعد التدخل الروسي في إشارات نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي أس" فوق منطقة بحر البلطيق في الأسابيع الأخيرة، ما أثر على الآلاف من الطرق الجوية والبحرية وأثار القلق بين الدول المجاورة.  

وقالت صحيفة لوموند الفرنسية، إن التشويش الواسع النطاق المنبعث بشكل متقطع من معدات الحرب الإلكترونية الروسية، من شمال النرويج إلى جنوب بولندا، يؤثر على الملاحة المدنية والعسكرية.

حوادث بسبب التشويش

وأوضحت أنه في 29 نيسان /أبريل، أعلنت شركة الطيران الفنلندية فينير عن وقف رحلاتها لمدة شهر بين هلسنكي ومطار تارتو الإستوني، الواقع على بعد 50 كيلومترًا فقط من الحدود الروسية.

بدورهم، اتفق وزراء خارجية دول البلطيق وفنلندا والسويد على معالجة هذه القضية، معربين عن مخاوفهم بشأن العواقب المأساوية المحتملة لتدخل نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) الروسي.

وأبلغت العديد من شركات الطيران، بما في ذلك رين اير ووز اير والخطوط الجوية البريطانية، عن حدوث اضطرابات في عملياتها في منطقة البلطيق.

كما شهدت شركة "فين اير" حوادث حيث اضطرت الرحلات الجوية من هلسنكي إلى تارتو للعودة بسبب التشويش.

من جانبه أدان وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساهكنا بشدة هذه الأعمال، مشددًا على التهديد الذي يتعرض له السكان والأمن في المنطقة.

وتعهد بإثارة هذه القضية مع حلفاء الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، مسلطا الضوء على الحاجة إلى عمل جماعي.  

كما شدد وزير الخارجية الليتواني جابريليوس لاندسبيرجيس على الحاجة الملحة لمعالجة المخاطر التي يشكلها هذا التشويش بالقرب من الحدود الروسية.

وفي حين يعترف خبراء الطيران بأن تشويش نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي أس" لا يمنع الطائرات من الطيران، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى تعقيد الملاحة، ولاسيما أثناء الاقتراب من المطار.

وأكدت الصحيفة أن الاعتماد على الأساليب المعتمدة على نظام تحديد المواقع العالمي، ولاسيما في المطارات التي تفتقر إلى أنظمة الهبوط الآلي، يؤدي إلى تفاقم التحديات الناجمة عن التشويش.  

وأشارت شركة فين اير إلى تداخل نظام تحديد المواقع العالمي كسبب لوقف الرحلات الجوية إلى تارتو، حيث تعتمد الأساليب الحالية بشكل كبير على إشارات نظام تحديد المواقع العالمي

وتعود أنشطة التشويش الروسية في منطقة البلطيق إلى عام 2017، مع تصاعد الحوادث منذ الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022 وزيادة تكثيفها في عام 2024، بعد هجمات الطائرات بدون طيار الأوكرانية على الأراضي الروسية.

هجمات إلكترونية

وينظر المسؤولون العسكريون الغربيون إلى هذا التدخل باعتباره جزءاً من استراتيجية الحرب الهجينة التي تنتهجها روسيا، والتي تهدف إلى زعزعة استقرار الدول الحليفة دون الدخول في مواجهة مباشرة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ربما يكون القصف الأخير لمجمع البتروكيماويات المملوك لشركة نوفاتيك بالقرب من الحدود الإستونية في 21 كانون الثاني /يناير قد أسهم في زيادة التشويش، حيث تسعى روسيا لمواجهة قدرات الطائرات بدون طيار الأوكرانية.

وختمت الصحيفة بالقول إنه وفي الدوائر العسكرية الغربية، يُنظر إلى التشويش الروسي على نظام تحديد المواقع العالمي على أنه وجه آخر لتكتيكات الحرب الهجينة الأوسع التي تتبعها موسكو، إلى جانب الهجمات الإلكترونية وحملات التضليل.

مشيرة إلى أن هذا التدخل المستمر يسلط  الضوء على التحديات المتطورة التي تطرحها تصرفات روسيا العدوانية في المنطقة، مما يستلزم استجابات منسقة من الدول المتضررة وحلفائها.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا