عرب وعالم

بعد صمت طويل.. بايدن يرفع لواء "النظام" ضد احتجاجات جامعية مؤيدة لغزة

محمد الرخا - دبي - الجمعة 3 مايو 2024 05:09 صباحاً - بعدما لزم الصمت فترة طويلة حيال التعبئة الطلابية في جامعات أمريكية على خلفية الحرب في غزة، أكد الرئيس جو بايدن، الخميس، ضرورة أن يسود "النظام" في الأحرام.

ووضع ذلك التصريح الرئيس بايدن في موجهة نيران الانتقادات التي وجهت له من جانب اليمين ومن الطلاب المؤيدين للفلسطينيين.

وقال الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 81 عاماً من البيت الأبيض: "نحن لسنا أمة استبدادية حيث نُسكت الناس أو نقوم بسحق المعارضة".

وأضاف: "لكننا لسنا دولة خارجة عن القانون... نحن مجتمع مدني، ويجب على النظام أن يسود".

وأكد الرئيس الأمريكي أنه لا يمكن السماح للاحتجاجات بأن تعيق انتظام الصفوف ومواعيد التخرج لآلاف الطلاب في أحرام جامعية في مختلف أنحاء البلاد.

وأردف: "لا يجب أن يكون ثمة أي مكان في أي حرم جامعي، لا مكان في الولايات المتحدة، لمعاداة السامية، أو التهديدات بالعنف حيال الطلاب اليهود".

وتابع: "لا مكان لخطاب الكراهية أو العنف من أي نوع، أكان معاداة للسامية أم رهاب الإسلام أو التمييز ضد الأمريكيين العرب أو الأمريكيين الفلسطينيين". واعتبر ذلك "خاطئا".

وكان هذا الخطاب الذي أعلن عنه قبل وقت وجيز فقط من موعده، أول تعليق لبايدن على الاحتجاجات في الجامعات منذ 22 نيسان/أبريل، حين قال رداً على سؤال: "أدين مظاهر معاداة السامية (...). وأدين أيضاً أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث للفلسطينيين".

واستمر الخطاب أربع دقائق، ولم يذكر فيه الرئيس الداعم لإسرائيل، كلمة "غزة" على الإطلاق، وذكر الفلسطينيين مرة واحدة فقط بحديثه عن أولئك الذين يحملون جواز السفر الأمريكي منهم، وضرورة ألا يتعرضوا لـ"التمييز"، حالهم كحال الأمريكيين العرب.

دفع من ترامب

وأتى خطاب بايدن بعد ساعات من انتقادات وجّهها له دونالد ترامب، سلفه في البيت الأبيض ومنافسه الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال ترامب لدى وصوله إلى محكمة في نيويورك الخميس: "إنّهم يساريون متطرّفون مجانين ويجب أن نوقفهم الآن لأنّ الأمر سيستمرّ ويزداد سوءاً".

وبحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار، فالرئيس الأمريكي "لا يحتاج إلى أن يتبع أياً كان"، وذلك رداً على ما أشيع حول خروجه عن صمته بعد موقف ترامب ذاك.

وانتقد خصوم جمهوريون لبايدن الخطاب.

وكتب النائب الجمهوري ريتشارد هدسون على منصة إكس: "جو بايدن يخشى اليسار الراديكالي الى درجة يعجز معها حتى عن أن يدين بلا لبس الاضطهاد المعادي للسامية في الأحرام الجامعية".

بدورهم، انتقد المؤيدون للاحتجاجات دعوة بايدن الى إحلال "النظام".

وكتبت كارن عطايا الأستاذة في جامعة كولومبيا والكاتبة في صحيفة "واشنطن بوست": "لدى بايدن الجرأة ليقول إن الاحتجاج يجب ألا يسبب الفوضى، بينما يعتزم التحدث خلال حفل تخرج مورهاوس، جامعة مارتن لوثر كينغ" في 19 أيار/مايو".

وأشارت الى أن المناضل من أجل حقوق السود في الولايات المتحدة "تحدّث عن هؤلاء المعتدلين البيض الذين يكرّسون أنفسهم للنظام أكثر من العدالة".

وكان أليكس كينا، أستاذ العلوم السياسية في "جامعة فرجينيا كومنولث يونيفرسيتي"، قد أكد قبل خطاب الرئيس الأمريكي، أن "الاحتجاجات وضعت بايدن في موقف حساس لأنه اعتمد كثيرا للفوز في عام 2020 على الشباب، وعلى المسلمين والأمريكيين من أصل عربي".

لكن جيمس زغبي، رئيس "المعهد العربي الأمريكي"، وهي منظمة تمثل الأمريكيين من أصول عربية، يقدّر أن البيت الأبيض "مقتنع بأنه سيصمد أمام هذه العاصفة وسينتصر رغم كل شيء على دونالد ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر". وحذّر من أن ذلك "سوء تقدير خطير".

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا