عرب وعالم

خبراء: التقدم الروسي يفاقم التوتر مع الغرب وسط تراشق إعلامي حاد

محمد الرخا - دبي - الأحد 5 مايو 2024 02:13 صباحاً - قال محللون سياسيون إن التقدم الروسي في الميدان فاقم التوتر مع الغرب، ورفع حدة التراشقات الإعلامية، فيما رأى الكرملين أن التوتر ارتفع إلى مستوى خطير.

وجاء حديث موسكو عن تفاقم التوتر بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إرسال قوات فرنسية لمساندة نظيرتها الأوكرانية في الحرب مع روسيا، في حال اخترق الجيش الروسي الخطوط الأمامية للجبهة وطلبت كييف المساعدة.

وفي ذات السياق، رأى الكرملين أن تصريحات وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون حول حق أوكرانيا بقصف الأراضي الروسية بسلاح بريطاني هي بمثابة "التصعيد اللفظي الخطير للغاية".

وحول ارتفاع وتيرة التوتر أكد باحثون روس لـ"الخليج الان"، أن الصراع دخل في مرحلة جديدة حساسة قد ترتقي لمواجهة مباشرة بين موسكو والغرب على الأراضي الأوكرانية"، فيما رأى آخرون أن ما يقال هو مجرد "تصعيد كلامي لا أكثر للضغط على روسيا التي رفعت من وتيرة هجماتها في الآونة الأخيرة".

الغرب يسابق الزمن

وأوضح الباحث في الشؤون العسكرية سيرغي ماميتشيف، "أن الدول الغربية تسابق الزمن لكبح التقدم الروسي على الجبهة".

وأكد لـ"الخليج الان"، "أن تفاقم التوتر هذا قد يمهد الطريق أكثر وأكثر لحدوث صدام مباشر بين القوات الروسية وبعض الدول الغربية".

وحول طبيعة هذا الصدام إذا ما حدث، يرى الباحث في الشؤون العسكرية: "لا شك أنه سيكون ضمن الأراضي الأوكرانية ولن يتعدى الجغرافية الموضوعة له لأن أي خرق خارج الحدود يعني بالضرورة حربا عالمية بين القوى النووية".

وتابع: "السيناريو المرجح سيكون على مراحل إذا افترضنا أن جنودا فرنسيين شاركوا بالصراع فهم سيكونون هدفا للقوات الروسية بشكل مباشر كما كانت المعدات الغربية هدفا مفضلا للروس، وحينها سيكون الموضوع مرتبطا بردة فعل فرنسا وردها على مقتل جنودها".

وفي رده على سؤال إذا ما كان تدخل فرنسا في الصراع سيجر الناتو للحرب يقول ماميتشيف: "لا أعتقد ذلك لأن روسيا لن تقصف فرنسا لذلك لن يكون الناتو معنيا بالدفاع عن عضو بهذا التحالف، فباريس هي من تشارك بعملية عسكرية خارج الحدود، يعني أن الأمر سيعتبر معركة خاصة لفرنسا خارج أراضيها".

الرد الروسي المتوقع

ويعتقد الباحث في الصراعات الدولية وأستاذ العلوم السياسية إيغور نيستيروف، أن رد موسكو إذا ما دخلت قوات فرنسية للقتال ضدها في أوكرانيا "سيكون عسكريا مباشرا ضد هذه القوات".

وأضاف لـ"الخليج الان"، "أن الغرب بشكل أو بآخر منخرط بهذه الحرب، فهو يقدم السلاح ويدرب القوات الأوكرانية والآن يقوم برفع نوعية السلاح المقدم والمرحلة الأخيرة هي إرسال قواته".

وأشار إلى أن الرد الروسي لن يقتصر على الجبهة فحسب بل "سيكون له شقه السياسي والاقتصادي أيضا بداية بقطع العلاقات مع فرنسا بشكل مباشر، وإغلاق السفارة وطرد الفريق الدبلوماسي الفرنسي من موسكو، ومصادرة كل الأصول التي تملكها فرنسا في روسيا".

ولفت نيستيروف إلى أن "الهستيريا" الغربية التي تظهر الآن سببها هو" قناعة الغرب أن الجبهة الأوكرانية باتت تنهار وأن القوات الروسية على وشك إحداث خرق كبير يتمثل بسرعة السيطرة على أراض جديدة مع انهيار متسارع للتحصينات الأوكرانية وهو فعليا قلق من حدوث ذلك".

مناورة غربية لن تمر بسهولة

في المقابل، استبعد الباحث في الشأن الأوروبي رافائيل كازكشوف، أن يكون الغرب جاد "برغبته في المشاركة المباشرة في هذه الحرب".

وبين لـ"الخليج الان"، "أن كل ما يجري الحديث عنه هو مناورة واضحة من قبل الغرب للضغط على روسيا وتحذيرها من التقدم أكثر في العمق الأوكراني".

وأضاف: "حتى إذا اتخذت باريس هذا القرار رغم خطورته القصوى فهل سيغير من المعادلة العسكرية على الأرض مئة جندي أو حتى ألف لن يغير شيء، وإذا كان حجم التدخل أكبر عددا فهذا يتطلب موافقة سياسية على المستويات الرفيعة في باريس، ولا أعتقد أن الأمر سيمر بسهولة"، وفق كازكشوف.

وختم كازكشوف قائلا: "إن الغرب يريد أن يقنع مواطنيه أن الأموال التي تدفع لكييف سببها في المقام الأول حماية أوروبا من الغزو الروسي، لذلك كل فترة يظهر أحد القادة الأوروبيين ليقول إن هناك خطرا والحرب باتت على الأبواب وعلينا أن نستعد، وفي هذه الحالة يضمنون صمت الشعوب عن الأوضاع الاقتصادية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم في القارة الأوروبية نتيجة الصراع الدائر في أوكرانيا".

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا