عرب وعالم

"حمى التيفوس".. مخاوف عالمية من تهديد الأمراض المنقولة

محمد الرخا - دبي - الخميس 9 مايو 2024 11:21 مساءً - في السنوات الأخيرة، دق العلماء ناقوس الخطر بشأن التهديد المتزايد الذي تشكله الأمراض المنقولة، والتي تفاقمت بسبب ارتفاع درجة حرارة المناخ.

ومن بين هذه المخاوف ظهور التيفوس الفركي، وهو مرض حيواني المنشأ ينتقل عن طريق لدغة يرقات العث، المعروفة باسم "البق الأحمر"، والتي تنتمي إلى عائلة الجرابيات.

وأصبحت تداعيات انتشار هذا المرض واضحة، مع اكتشافه، مؤخرًا، في مناطق لم تكن مصابة به من قبل، مثل التضاريس الجبلية في بوتان، جنوب آسيا.

وبحسب تقرير نشره موقع "The Cool Down"، يتميز التيفوس الفركي بأعراض، تشمل: الحمى، والقشعريرة، والصداع، وآلام الجسم، والتغيرات العقلية التي تتراوح من الارتباك إلى الغيبوبة.

واقتصر التيفوس الفركي تاريخيًا على "مثلث تسوتسوغاموشي" في منطقة آسيا، والمحيط الهادئ، إلا ان الحدود الجغرافية لانتشاره تتوسع بسرعة، مما يعرض أكثر من مليار شخص للخطر.

غير أن الاتجاه المثير للقلق المتمثل في توسع التيفوس الفركي هو جزء من سرد أكبر للأمراض المنقولة بالنواقل والتي تتجاوز حدودها التقليدية، مدفوعة بتغير المناخ، فيما تشهد حمى الضنك، وداء البابيزيا، ومرض لايم، والملاريا، من بين أمراض أخرى، ارتفاعات مماثلة في معدل الانتشار.

ويؤكد تاندين زانجبو، عالم الأوبئة الطبية بجامعة خيسار جيالبو للعلوم الطبية في بوتان، على الدور المحوري لعوامل الأرصاد الجوية في تسهيل البيئات المواتية لتكاثر البق الأحمر، فيما يحذّر من أنه إذا استمر تغير المناخ بلا هوادة، فإن السيناريوهات التي تؤدي إلى تفشي التيفوس المتكرر قد تصبح أكثر انتشارًا.

وفي الاستجابة لهذه التهديدات المتصاعدة، كانت الدعوات مدوية لاتباع نهج شامل لمكافحة الأمراض.

ويدعو زانجبو إلى إطار "الصحة الواحدة"، الذي أقرته منظمة الصحة العالمية، والذي يدمج الجهود الرامية إلى حماية صحة البشر والحيوانات والنظم البيئية، حيث تهدف هذه الإستراتيجية متعددة الأوجه إلى تطوير آليات مبتكرة للمراقبة ومكافحة الأمراض من خلال الاستفادة من الترابط بين هذه المجالات.

وبعيدًا عن التدابير المحددة لمكافحة الأمراض، فإن معالجة الأسباب الجذرية لتغير المناخ تبرز كضرورة قصوى.

ومن الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الأنشطة التي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، خاصة استخدام الوقود الأحفوري، حيث يشكل الانتقال إلى مصادر الطاقة المستدامة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية خطوة محورية في التخفيف من الظروف البيئية التي تؤدي إلى انتشار الأمراض المنقولة بالنواقل.

وبينما يلوح شبح التيفوس في أفق السكان عبر القارات، أصبحت ضرورة العمل العالمي المتضافر أكثر وضوحًا من أي وقت مضى.

ولن بكون التصدي بفعالية للتهديد الذي يلوح في الأفق المتمثل في الأمراض المنقولة، وحماية صحة ورفاهية المليارات من البشر في مختلف أنحاء العالم إلا من خلال الجهود التعاونية، التي ترتكز على رؤى علمية وتدابير استباقية.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا