الارشيف / منوعات

طوارئ في إسرائيل ورعب عالمي.. تلك خيارات طهران العسكرية لضرب تل أبيب| أين تكون العملية المنتظرة؟

كتابة سعد ابراهيم - طوارئ في إسرائيل وخوف عالمي وتسريبات في الصحف العالمية. وكان العالم كله ينتظر رد الفعل الإيراني على الضربات الموجعة التي قادتها تل أبيب ضد الحرس الثوري الإيراني. وخلال 4 أشهر فقط، تمكنت الغارات الجوية الإسرائيلية من اغتيال 18 من قادة الحرس الثوري داخل الأراضي السورية، آخرها الهجوم على سفارة الطاهرات في دمشق، واغتيال 7 من قادة فيلق القدس.

والسؤال الذي يدور في أذهان الجميع الآن هو: ما هي سيناريوهات الرد من طهران إلى تل أبيب وهل النبوءات التي تحدثت عن حرب عالمية بين طهران وتل أبيب ستصبح فعلا حقيقة يمكن أن تحدث في أي وقت، أم أن القادة يفعلون ذلك؟ هل لدى الحرس الثوري خيارات يمكن أن تسبب الضرر؟ تل أبيب تحافظ على ماء وجه طهران، مع تجنب الحرب المباشرة. ونحن هنا نتحدث عن ثلاثة خيارات قيد الدراسة.

إن حالة الغضب الإيراني والتهديد بالرد على تل أبيب وصلت إلى مرحلة مثيرة للقلق في حدتها وتنوع أشكالها، وعبر عنها كافة قيادات النظام الإيراني. من ناحية أخرى، رفعت إسرائيل حالة الطوارئ القصوى، تحسبا لانتقام إيراني محتمل، والذي سيشمل إغلاق 28 من قنصلياتها حول العالم وتعطيل نظام تحديد المواقع العالمي. ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مصادر عسكرية قولها إن الجيش توقف عن منح الجنود إجازات. أن إسرائيل تأخذ جميع التهديدات الموجهة ضدها على محمل الجد، ولكن لا يوجد تغيير في تعليمات قيادة الجبهة الداخلية.

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش دانييل هاجاري إن إسرائيل تخوض حربا متعددة الجبهات منذ ستة أشهر، مؤكدا جاهزية القوات لجميع السيناريوهات وتعزيز حالة استنفار الوحدات القتالية وأنظمة الدفاع الجوي والدفاع الجوي. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حدوث تشويش على إشارات نظام تحديد الهوية. وتعتبر هذه المواقع بمثابة إجراء دفاعي ضد أسلحة معينة، مثل الصواريخ والطائرات بدون طيار.

في حين تشهد أسواق السلع في إسرائيل موجة كبيرة من المشتريات من قبل المواطنين الإسرائيليين، بهدف تخزينها تحسبا لرد الفعل الإيراني، كما يقومون بتخزين المواد الغذائية والسلع الأساسية للحياة، في سياق مخاوف شعبية من تفشي فيروس كورونا. أزمة حرب عامة بين تل أبيب وطهران وعلى أقل تقدير هجوم إيراني مؤلم في الداخل.. في العمق الإسرائيلي تحاول السلطات الإسرائيلية تهدئة الجبهة الداخلية وأصدرت عدة بيانات تطالب بعدم لقاء المواطنين أهداف طهران وانتشارها. الإرهاب داخل المجتمع الإسرائيلي.

والحقيقة أن إسرائيل تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد. اتخذت تل أبيب عددًا من الإجراءات الدفاعية. وأعلن حجب نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في مناطق واسعة من البلاد لعرقلة الصواريخ والطائرات المسيرة، مع تصاعد التوتر مع إيران. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيوقف كل… إجازة للجنود العاملين في الوحدات القتالية، بعد يوم من استدعاء جنود الاحتياط لدعم وحدات الدفاع الجوي، ويبدو أن السلطات الإسرائيلية تعتقد أن الرد الإيراني وشيك. ويوم الخميس، تم تعطيل أنظمة تحديد المواقع (GPS) في وسط إسرائيل، وهو إجراء دفاعي يهدف إلى… عرقلة الأسلحة التي تعتمد عليها لتحديد موقعها.

وبينما أبلغ المواطنون الإسرائيليون عن عدم قدرتهم على استخدام خدمات تطبيقات الموقع في المدن الكبرى مثل تل أبيب والقدس، البعيدة عن مناطق القتال، أظهر موقع المراقبة GPSJAM تداخلًا واسع النطاق في إشارات الأقمار الصناعية للموقع في جميع أنحاء إسرائيل. شمال إسرائيل، بالقرب من الحدود مع لبنان، حيث تبادلت إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران إطلاق النار بشكل شبه يومي خلال الأشهر الستة الماضية.

وتتحدث وسائل الإعلام العالمية عن ثلاثة سيناريوهات متوقعة للرد الإيراني، الأول هو استخدام أسلحتها في الشرق الأوسط لضرب المصالح الإسرائيلية، أما الخيار الثاني فهو توجيه ضربات مباشرة إلى إسرائيل، وقصف المدن الإسرائيلية بصواريخ بعيدة المدى، في حين أن ويظل الخيار الثالث هو الأقرب: وهو يتمثل، بحسب تسريبات متعددة في صحف أميركية، في استهداف شخصيات أو منشآت إسرائيلية خارج حدود البلاد، وهو ما دفع تل أبيب إلى اتخاذ قرار إخلاء عدد معين من سفاراتها. حول العالم.

لكن كل تحليلات الصحف الغربية تشير إلى أن مرحلة السلاح لم تعد مناسبة لحالة الصراع الراهنة بين البلدين. إن السقف المنخفض المحدد لتحركات هذه المجموعات سيشكل عائقًا أمام الاستجابة الكافية لحجم الوضع. ضربة إسرائيلية لطهران، خاصة أن هناك مخاوف من تعرض الدول الحاضنة لهذه الأسلحة لضربات موجعة من إسرائيل. وبحسب خبراء، فإن أذرع مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق تقع تحت غطاء محدد لعملياتها ضد إسرائيل، خاصة في ظل تواجدها في الدول المضيفة التي يمكن أن تتعرض لضربات موجعة من قبل إسرائيل. مما يجعل هذه الأسلحة سلاحاً غير مرغوب فيه وفعالاً في المرحلة القادمة من الصراع.

تحدثت صحيفة “اعتماد” الإيرانية عن “الخيار الوحيد” أمام إيران للرد على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق. وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الخميس 4 أبريل/نيسان، إنه بما أنه لا توجد حدود برية مع إسرائيل، فإن الخيار الوحيد في يد طهران هو القيام بـ”تصرفات غير عادية” في الحروب والصراعات السابقة، وفيما يتعلق بطبيعة الصراع. وتوضح الصحيفة أن إيران لا تستطيع سوى تنفيذ ضربات محددة هنا وهناك دون إعلان حرب مباشرة وواسعة النطاق. بسبب غياب الحدود البرية والبحرية بين البلدين، ووجود دول تفصل بينهما.

أما صحيفة “كيهان” المقربة من المرشد الأعلى، فقد دعت صراحة إلى رد “فوري” تجاه إسرائيل، وأعلنت أن على إيران أن تأخذ في الاعتبار عامل الوقت وتعمل على الرد الفوري، قبل أن يشتد الغضب الإيراني ضد إسرائيل. وشددت صحيفة “كيهان” على ضرورة استهداف المقرات الدبلوماسية الإسرائيلية في الدول الأخرى، مع مراعاة الاحتياطات الأمنية الإسرائيلية، وكتبت أنه من المتوقع أن يكون الرد الإيراني بشكل غير متوقع في تل أبيب.

واقتصرت الصحف الأخرى الأقل صدى على الحديث عن «احتجاجات يوم القدس العالمي» وضرورة محاسبة إسرائيل أمام مجلس الأمن. ويبدو أن هذه الرسائل توحي لهذه الصحف والقائمين عليها بأن خيارات النظام محدودة وستقتصر على الاحتجاج والإدانة والتنديد.

ولذلك فإن إيران أمام خيارين: إما الرد أو إعلان الهزيمة. وإذا تمت الإجابة عليه فالسؤال الأهم هو: “أين ستتم العملية المتوقعة؟”

Advertisements
Advertisements