محمد الرخا - دبي - الاثنين 8 أبريل 2024 09:03 مساءً - هزّت عملية خطف منسق منطقة جبيل في حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان الشارع اللبناني، الذي باتت تسوده حالة من الترقب والقلق.

وكان سليمان اختطف، يوم أمس الأحد، على طريق بلدة "حاقل" خلال عودته بمفرده في سيارته، من مناسبة عزاء في جرد جبيل، الواقعة على الساحل بين بيروت وطرابلس.

وفيما تتواصل التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادثة، أشارت معلومات إعلامية إلى أن المخطوف سليمان أصبح داخل الأراضي السوريّة أو في منطقة قريبة من الحدود، وهناك قوّة من مخابرات الجيش تمركزت في عكار وتعمل على تحريره.

أخبار ذات صلة

"ما تقتلني عندي ولاد".. ضجة في لبنان بعد خطف مسؤول حزبي

وتُطرح علامات استفهام كثيرة متصلة بالقضية لجهة مصير المخطوف ودوافع الاختطاف والجهة الخاطفة ومن يختبئ وراءها، وخصوصًا أن بيانات قيادة الجيش أفادت بأنها أوقفت مجموعة من السوريين ضالعين في العملية.

وزار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مركز القوات في مستيتا، الواقعة في منطقة جبيل، فيما دعا الحزب لاحقًا إلى إقفال جميع المحال في المنطقة يوم الإثنين استنكاراً لخطف سليمان.

عملية مخابراتية

وقال رئيس جهاز العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية الوزير السابق الدكتور ريشار قيومجيان، إنها "عملية مخابراتية منظمة ومخطط لها بشكل مدروس، وهنالك ضخ لأعداد هائلة من المعلومات الخاطئة".

وبين قيومجيان في تصريح لـ"الخليج 365"، أنه "بالرغم من حدوث الجريمة في منطقة مختلطة طائفيا، فإن القوات اللبنانية لا تريد اتهام أي جهة محددة تقف وراء العملية بانتظار ما ستكشف عنه التحقيقات، وهي تلتزم بالقانون وبسقف الدولة".

وأعرب عن أمله "أن لا تكون دوافع الخطف سياسية"، داعيًا الدولة لتحمل مسؤولياتها، كما أكد "استمرار القوات اللبنانية بالتصعيد حتى تحرير سليمان وإعادته سالما".

حرب أهلية

من جانبه، رجح وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، أن يكون "الهدف من الخطف، هو ضرب الوحدة الوطنية والعيش المشترك للوصول إلى فتنة جديدة قد تؤدي إلى حرب أهلية".

المسؤول الحزبي المختطف باسكال سليمانمتداولة

وثمّن في تصريح لـ"الخليج 365"، "موقف جعجع، الذي يطالب بعدم الانزلاق إلى أي ردّات فعل انتقامية، لا سيما أن الجيش اللبناني يقوم بالجهود الحثيثة للكشف عن الجناة والجهات الخاطفة"، مطالبًا "بتوقيف الجناة وإنزال أقصى العقوبات بحقهم".

تسيّب أمني

وفي حين ثمنت النائبة بولا يعقوبيان موقف القوات اللبنانية الداعية لضبط النفس، بينت أنه "بصرف النظر عن خلفيات الجريمة، فالبلد أصبح بحالة تسيّب أمني بسبب تركيبة الأحزاب اللعينة، التي تحكمه والإفلات من العقاب وغياب المحاسبة".

وناشدت في تصريح لـ"الخليج 365"، مسؤولي بلادها للكشف عن ملابسات الجريمة بأسرع وقت، و"وضع حد للسلاح المتفلّت، وفرض هيبة الدولة لتحمي المواطن الذي يعيش بحالة من الخوف وعدم الطمأنينة"، بحد قولها.

جريمة مرفوضة

من جهته، أعرب رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية شارل جبور، أن "ما حصل هو جريمة مرفوضة ومدانة وهي ليست بالعملية البسيطة وهي جزء من قرار ونحن نطالب بتحرير المخطوف بأسرع وقت".

وأكد في حديث لـ"الخليج 365"، أن "كل ما يجري تداوله في الإعلام عن تحرير سليمان هو في إطار التشويش المتعمد"، مشددا على أن "القوات اللبنانية لا تزال في مسار الكشف عن ملابسات القضية".

ونوه جبور إلى أن القوات اللبنانية "لن تعلن حتى إشعار آخر عن هوية الجهة الخاطفة لأنها لا تملك أي معطيات أكيدة، ولا تستطيع اليوم توجيه أي اتهام سياسي كما فعلت عندما اتهمت حزب الله بمقتل إلياس الحصروني وأعلنت حينها صراحة أنه هو من خطط واختطف ونفذ عملية اغتياله".