الارشيف / عرب وعالم

مع التهديد بالحرب الشاملة.. حملات القمع تثير مخاوف الإيرانيين

محمد الرخا - دبي - الأحد 21 أبريل 2024 06:07 مساءً - دفعت التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة، الإيرانيين إلى حافة عدم اليقين، إذ هزت سلسلة من الهجمات والمناوشات العسكرية البلاد، ما ترك المواطنين خائفين والحكومة في حالة تأهب قصوى.

ووصف مهرداد، وهو مهندس من أصفهان، الأجواء بأنها متوترة، حيث يخشى الكثيرون من اندلاع حرب شاملة.

وعلى الرغم من كثافة الهجمات، إلا أن الحكومة الإيرانية اتخذت موقفًا حذرًا. وبعد أن تعهدت في البداية بالرد بقوة على أي عدوان إسرائيلي، يبدو أن السلطات الآن تعمل على تهدئة الوضع، بحسب الصحيفة. 

بدوره، يعتقد عباس عبدي، وهو محلل مقيم في طهران، أن الحكومة تسير على خط رفيع بين إعلان النصر على إسرائيل ومعالجة الاضطرابات الداخلية.

 وأكدت الصحيفة أن الأعمال العدائية الأخيرة تمثل خروجًا كبيرًا عن الحرب السرية التي انخرطت فيها إيران وإسرائيل منذ عقود، مؤكدة أن الضربات الانتقامية التي شنتها إسرائيل ضد سفارة إيران في دمشق أدت إلى تصعيد الصراع؛ ما أثار دعوات عالمية لضبط النفس.

ولفتت إلى أن المشاكل الاقتصادية، التي تفاقمت بسبب انخفاض قيمة العملة وارتفاع معدلات التضخم، أدت إلى زيادة عدم الاستقرار في البلاد. ووصل الريال إلى مستويات غير مسبوقة من الانخفاض، الأمر الذي زاد من الضغط على الاقتصاد الهش، أصلًا.

 وأضافت "نيويورك تايمز" أن الاستياء الشعبي من رجال الدين الحاكمين والحرس الثوري يتصاعد، مشيرة إلى أن شرعية الحكومة موضع تساؤل مستمر من قبل السكان الذين يطالبون بمزيد من الحريات والازدهار الاقتصادي.

وبحسب الصحيفة، تسلط الاحتجاجات الأخيرة، بما في ذلك انتفاضة 2022 التي قادتها النساء، الضوء على الاستياء المتزايد من حكم رجال الدين.

وردًّا على الاضطرابات الداخلية، كثفت الحكومة حملتها القمعية على المعارضة. وانتشرت قوات الأمن في جميع أنحاء المدن الكبرى، مستهدفة النساء اللاتي يتحدين قانون الحجاب الإلزامي.

 وأثارت التقارير عن الضرب والاعتقالات الغضب، خاصة منذ إلغاء شرطة الأخلاق في عام 2022. ويقول المنتقدون إن تركيز الحكومة على فرض قانون الحجاب أمر مضلل، لاسيما خلال فترة التوترات المتصاعدة مع إسرائيل. 

كما انتقد محمد يوسفي نجاد، وهو من المحافظين المؤيدين للحكومة، قرار وزارة الداخلية بإعادة إحياء شرطة الآداب، محذرًا من أن ذلك لن يؤدي إلا إلى تعميق الانقسامات داخل المجتمع.

وتصاعد عدم تسامح الحكومة مع المعارضة، حيث يواجه الصحفيون والمحللون تداعيات قانونية بسبب تعبيرهم عن مخاوفهم بشأن الصراع مع إسرائيل. وجرى استدعاء حسين دهباشي ويشار سلطاني، إلى المحكمة بتهمة "الإخلال بالأمن النفسي للمجتمع" من خلال منشوراتهما على وسائل التواصل الاجتماعي.

 ويتوقع المحللون أن تحافظ الحكومة الإيرانية على موقفها العدواني تجاه إسرائيل بينما تواصل حملتها على المعارضة الداخلية. وتعتقد سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، أن إيران تبعث برسالة واضحة: فهي واثقة بما يكفي لمواجهة إسرائيل وغير آمنة بما يكفي لتأكيد سلطتها على القضايا الاجتماعية والثقافية.

وختمت "نيويورك تايمز"، بالقول: إنه بينما يبحر الإيرانيون في هذه الفترة المضطربة، يظل المستقبل غامضا، مؤكدة أهمية التوازن الدقيق بين الصراع الخارجي والاضطرابات الداخلية، الأمر الذي يترك المواطنين والمحللين على حد سواء على حافة الهاوية.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا