الارشيف / عرب وعالم

إحياء الصداقات القديمة أمر مخيف تمامًا كبدء صداقات جديدة

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 24 أبريل 2024 08:13 مساءً - في العصر الرقمي الذي يتميز باتصالات واسعة النطاق، سلطت دراسة حديثة أجرتاها عالمتا نفس من جامعة "ساسكس" البريطانية الضوء على ظاهرة منتشرة، وهي أنّ الناس يترددون في إحياء الصداقات القديمة بقدر ما يترددون في تكوين صداقات جديدة.

وبحسب تقرير نشره موقع "sciencedaily"، تؤكد الدراسة على أهمية الروابط الاجتماعية في سعادة الإنسان، بينما تكشف النقاب عن الحواجز التي تمنع الأفراد من إعادة إشعال روابط الماضي.

وانبثقت الدراسة، التي قادتها البروفيسورة لارا أكنين والدكتورة جيليان ساندستروم، من تجاربهما الشخصية في إعادة التواصل مع الأصدقاء القدامى. وأوضحت ساندستروم: "إننا نعيش في عصر يتميز بزيادة الانفصال على الرغم من وسائل الاتصال التي لا تعد ولا تحصى المتاحة لنا. لذا، تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف سبب إغفال الأفراد لإمكانية إعادة الاتصال الهادف مع الأصدقاء القدامى".

وبالاعتماد على 7 دراسات شاملة لما يقرب من 2500 مشارك، تعمقت الباحثتان في المواقف المحيطة بإحياء الصداقات التي انتهت، وحددت العوائق والدوافع وفعالية التدخلات التي تهدف إلى تسهيل هذه العملية. والمثير للدهشة، أنه على الرغم من مشاعر الدفء تجاه الأصدقاء السابقين، أبدى جزء كبير من المشاركين ترددًا في بدء الاتصال.

وأوضحت البروفيسورة أكنين أن "النتائج التي توصلنا إليها كشفت عن حقيقة محزنة: ففي حين أعربت الغالبية العظمى عن ولعها بالمعارف القدامى، تردد الكثيرون في سد الفجوة، مستشهدين بمخاوف تتراوح بين الخوف من الرفض إلى الشعور بالإحراج“.

علاوة على ذلك، أشارت الأدلة التجريبية إلى أن المشاركين أبدوا إحجامًا مماثلًا تجاه إعادة التواصل مع الأصدقاء القدامى كما فعلوا تجاه بدء محادثات مع الغرباء. واستمر هذا التردد حتى عندما أتيحت له الفرص والدعم لتسهيل إعادة الاتصال.

ومن المثير للاهتمام أن الدراسة كشفت عن محفزات محددة للأفراد على التواصل، كالأحداث المهمة مثل أعياد الميلاد والذكريات المشتركة. ومع ذلك، كان المشاركون غير راغبين بشكل ملحوظ في بدء الاتصال.

واستجابة لهذه النتائج، ابتكرت الباحثتان تدخلات مستوحاة من الدراسات السابقة حول التفاعل الاجتماعي، تهدف إلى تعزيز الاتصال داخل الشبكات الاجتماعية الحالية، وقد أثبتت فاعليتها في التغلب على العوائق التي تحول دون الوصول إلى الأصدقاء القدامى.

وأكدت الدكتورة ساندستروم، "على الرغم من أن المخاوف بشأن الرفض المحتمل كانت تلوح في الأفق بشكل كبير، فإن تدخلاتنا أكدت على فاعلية الحضور في البيئات المألوفة. ومن خلال تشجيع المشاركين على بدء محادثات مع الأصدقاء الحاليين، لاحظنا زيادة كبيرة في استعدادهم لقبول هذه المحادثات".

وبهذا، تؤكد الدراسة التأثير العميق للعلاقات الاجتماعية على رفاهية الإنسان، في حين تقدم رؤى قابلة للتنفيذ للتغلب على العوائق التي تحول دون إحياء الصداقات القديمة. وبينما يتصارع المجتمع مع مستويات العزلة المتزايدة، أصبحت أهمية رعاية وتنشيط الروابط الهادفة أكثر أهمية من أي وقت مضى.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا